الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالجواب: أن الربا محرم بيعا وشراء وتعاملا، وقد حذر الله ورسوله منه، والمسلم يعلم هذا من دينه، وهو واضح له في القرآن الكريم والسنة النبوية .
هذا في العموم: أما عن سؤال الأخ فالمفترض في المسلم التنزه عن الربا ما لم يقم دليل على أكله للربا، صحيح أن العمل في البنك الربوي دلالة على وقوعه في الربا، ولكن هذا ليس على إطلاقه، فقد يكون له مال آخر من غير وظيفته في البنك، وقد أُمرنا ألا ننقب في أحوال الناس، وفي هذا ما قاله عمر بن الخطاب-رضي الله عنه : “إِنَّ أُنَاسًا كَانُوا يُؤْخَذُونَ بِالْوَحْيِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَإِنَّ الْوَحْيَ قَدْ انْقَطَعَ، وَإِنَّمَا نَأْخُذُكُمْ الآنَ بِمَا ظَهَرَ لَنَا مِنْ أَعْمَالِكُمْ، فَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا خَيْرًا أَمِنَّاهُ وَقَرَّبْنَاهُ، وَلَيْسَ إِلَيْنَا مِنْ سَرِيرَتِهِ شَيْءٌ، اللَّهُ يُحَاسِبُهُ فِي سَرِيرَتِهِ، وَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا سُوءًا لَمْ نَأْمَنْهُ وَلَمْ نُصَدِّقْهُ، وَإِنْ قَالَ: إِنَّ سَرِيرَتَهُ حَسَنَة”([1])؛ لهذا لا أرى ما يمنع تعامل الناس معه، فلا يمنع وجود نفي دعوته.
والله -تعالى- أعلم.
[1] – أخرجه البخاري (2641).