سؤال من الأخ” m. n” من الجزائر يقول فيه: ما حكم من يقول بأنه يجب تغيير أحكام الأضحية، وعدم ذبح هذه الكمية الكبيرة من الأضاحي، بل ينبغي صرف قيمتها في الأبحاث العلمية وغيرها من مصالح المسلمين؟.

ذبح الأضاحي سنة مؤكدة وليس إسرافًا

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،،

فهذا القول كثيرا ما يتردد، وقد قلنا: إن الأضحية سنة مؤكدة، ذبح نبي الله إبراهيم-عليه السلام-كبشًا فداءً لولده؛ مما هو معلوم من كتاب الله، ومن سنة رسوله محمد-صلى الله عليه وسلم-، وذبح رسولنا -عليه أفضل الصلاة والسلام-عن آله وأمته، واستمر السلف والخلف على تطبيق هذه السنة، ولم يقل بالصدقة بثمنها إلا طائفة  قليلة.

وإن لنا سنة حسنة في نبينا ورسولنا محمد-صلى الله عليه وسلم-، وهو ما بيَّنَه الله-جل في علاه-بقوله : ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ﴾ (الأحزاب:21).

أما عن الاسراف فيها فما قاله الأخ السائل مما يُلْحَظُ، فالواجب عدم الإسراف فيها، وعدم جواز الإسراف في كل أمر من أمور المسلم، والأصل فيه قوله-تعالى-: ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ (الأعراف: 31).

فالحاصل: أن ذبح الأضحية سنة مؤكدة، أما حاجات المسلمين فكثيرة، والتصدق على محتاجيهم من أفضل القربات عند الله-عز وجل-.

والله-تعالى-أعلم.