سؤال من الأخ” m.i.m” من مصر يقول: قد رفضت أن أشتري ملابس من صاحب محل يقال: إنه يشرب الخمر هل علي إثم لو أني اشتريت منه الملابس؟

شراء الملابس من محل يتهم صاحبه بارتكاب المحرم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد، ،

فإن الله عزوجل أمرنا باجتناب كثير من الظن لما في بعضه من الإثم فقال عز ذكره: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات: 12]، كما نهانا نبينا ورسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم- عن الظن فيما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-: “إيَّاكُمْ والظَّنَّ؛ فإنَّ الظَّنَّ أكْذَبُ الحَديثِ”([1])، وما كان هذا النهي إلا لأن الظن وسيلة إلى إفساد العلاقة بين المسلم وأخيه وأخته، والواجب النظر إلى المسلم من ظاهره وعدم التجسس عليه، كما قال الله عزوجل: {وَلَا تَجَسَّسُوا} [الحجرات: 12]، فسوء الظن والتجسس على المسلم كلاهما فسق وفساد مما يجب على المسلم الانتهاء عن ذلك، وفي هذا أيضا قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: ” إني لَمْ أُومَرْ أنْ أنْقُبَ عن قُلُوبِ النَّاسِ ولَا أشُقَّ بُطُونَهُمْ”([2]).

هذا في ظاهر المسألة: أما عن سؤال الأخت فإذا كان صاحب المحل مشهورا بالفسق وتعاطي المحرمات بيعا وشراء، فهذا ربما يكون سببا عن البحث عن محل آخر تشتري فيه حاجاتها، أما إذا كان الأمر مجرد قول أو إشاعة عن صاحب المحل، فلا يجوز تصديق ذلك، ولها أن تشتري من المحل ما تريد.

والله تعالى أعلم.

 

[1] أخرجه البخاري (5143) ومسلم(1408، 2563).

[2] أخرجه البخاري (4351)، ومسلم (1064).