الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد، ،

فالملاكمة نوع من الرياضة البدنية وفيها أضرار مؤكدة و أضرار محتملة للمتلاكمين، وحفظ النفس من الضرورات الشرعية، فكل ضرر مؤكد أو محتمل للنفس لا يجوز قبوله، والأصل في معرفة الضرر يرجع إلى الطبيب فإذا شهد هذا أن الملاكمة تؤدي إلى ضرر للنفس في كل أعضائها أو بعضها فلا يجوز، والأصل في هذا قول الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29]، وقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه أبوهريرة -رضي الله عنه-: “مَن تَرَدَّى مِن جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَهو في نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فيه خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَن تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَسُمُّهُ في يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ في نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَن قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، فَحَدِيدَتُهُ في يَدِهِ يَجَأُ بِهَا في بَطْنِهِ في نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا”^([1]).

فالحاصل: أنه إذا ثبت ضرر الملاكمة فلا يجوز تعاطيها ولا يجوز أكل المال المكتسب منها.

والله -تعالى- أعلم.

[1] أخرجه البخاري (5778)، ومسلم (109).