الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فشهر رمضان من أعظم وأهم الشهور ففيه تضاعف الحسنات ويغفر الله فيه السيئات وتفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد فيه الشياطين وقد فرض الله صيامه ونزل فيه كتابه فقال الله جل في علاه: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ} [البقرة:185].
وفيه ليلة القدر خير من ألف شهر قال فيها عز وجل: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ ۚ} [ القدر:1-5]. وفيه كتب الله النصر لعباده في غزوة بدر فحق فيها الحق وبطل الباطل فانتكست راية المشركين وانتصرت راية المسلمين فكان للإسلام ما كان من القوة والانتشار في الأرض.
وفي رمضان يصوم المسلم عن اللغو ويقبل على طاعة لله فيحرم على نفسه الطعام والشراب ساعات معدودات ليشعر بالسعادة في طاعة ربه، ويحتسب ما سيكون له من الأجر والثواب يوم لقائه.
ولما في رمضان الفضل الكبير فيشعر المسلم بعظمة هذا الشهر، فيهنئ نفسه وإخوانه بما من الله به عليهم من دخول شهر رمضان، وكان الصحابة -رضوان الله عليهم- يدعون الله في نصف السنة أن يبلغهم شهر رمضان، فإذا صاموه وقاموه دعوا الله عزوجل ستة الأشهر الأخرى من السنة أن يتقبل منهم صيامه، فحق أن يتبادلوا التهنئة بدخول شهر رمضان.
هذا في عموم المسألة، أما عن السؤال فالتهنئة بدخول شهر رمضان سنة، فيهنئ أهل المنزل بعضهم بعضا، ويهنيء الجيران جرانهم ويهنيء المصلون بعضهم أن بلغهم دخول شهر رمضان، فهذه التهنئة جائزة ومستحبة، فمن صيام هذا الشهر وقيامه يستمد المسلمون قوتهم ويستذكرون ما كان عليه أسلافهم الصالحون من العبادة والقوة، وفوق كل ذلك طاعتهم لله عزوجل في صيام هذا الشهر وقيامه.
ونسأل الله عزوجل أن يجعل هذا الشهر شهر إلهام وقوة للمسليمن في حاضرهم ومستقبلهم إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والله تعالى أعلم.