الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فالواضح من السؤال عن رجل كبير السن ومصاب بالزهايمر وما إذا كان يجب عليه الصيام.
فالجواب: أن الله عز وجل لم يكلف عباده إلا بما يقدرون عليه فقال جل في علاه: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ} [البقرة:286]. وجعل تقدس اسمه التقوى مبنية على الاستطاعة فقال: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:16]. كما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لأمته فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: “وإذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا منه ما اسْتَطَعْتُمْ”([1]). وعبادة الله عز وجل مبنية على التيسير وليس على التعسير؛ لأن الله جل في علاه لا يَمَلُّ حتَّى تَمَلُّوا كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:” أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- دَخَلَ عَلَيْهَا وعِنْدَهَا امْرَأَةٌ، قَالَ: مَن هذِه؟ قَالَتْ: فُلَانَةُ، تَذْكُرُ مِن صَلَاتِهَا، قَالَ: مَهْ، علَيْكُم بما تُطِيقُونَ، فَوَاللَّهِ لا يَمَلُّ اللَّهُ حتَّى تَمَلُّوا وكانَ أحَبَّ الدِّينِ إلَيْهِ مَادَامَ عليه صَاحِبُهُ”([2]). فإذا كان العبد مريضا أو مصابا بمرض لا يقدر معه الصيام فقد رفع الله عنه التكليف.
هذا في عموم المسألة: أما عن السؤال فإذا كان المريض المشار إليه لا يدرك لكبر سن أو غياب عقل فليس عليه من صيام، ويدفع عنه أهله فدية عن كل يوم طعام مسكين من قوت البلد وأما إذا كان يتحكم في فكره بعض الوقت، فيصوم الوقت الذي يدرك فيه.
والله تعالى أعلم.
[1] -أخرجه البخاري (7288)، ومسلم (1337).
[2] – أخرجه البخاري برقم (43).