سؤال من الأخ ” m.d”من مصر يقول: هل تصح إمامة من يؤم الناس وهو جالس على الكرسي لكونه عاجز عن الركوع والسجود حتى عن القيام أيضا؟

إمامة المقعد للناس في الصلاة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،،

فظاهر السؤال عن الذي يؤم الناس وهو جالس على كرسي لكونه عاجز عن الركوع والسجود.

 والجواب : إنه ما جعل الإمام في الصلاة إلا لكي يأتم بها المصلون من خلفه في قيامه وركوعه وسجوده وعليه مسؤولية في إمامته لكون من خلفه يتبعونه والأصل في هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: “إنَّما جُعِلَ الإمَامُ لِيُؤْتَمَّ به، فلا تَخْتَلِفُوا عليه، فَإِذَا رَكَعَ، فَارْكَعُوا، وإذَا قالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ، فَقُولوا: رَبَّنَا لكَ الحَمْدُ، وإذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وإذَا صَلَّى جَالِسًا، فَصَلُّوا جُلُوسًا أجْمَعُونَ، وأَقِيمُوا الصَّفَّ في الصَّلَاةِ، فإنَّ إقَامَةَ الصَّفِّ مِن حُسْنِ الصَّلَاةِ”([1]). وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم  مخالفة  الإمام فقال عليه الصلاة والسلام فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه : “أما يخشى الَّذي يرفَعُ رأسَهُ قبلَ الإمامِ راكعًا أو ساجدًا أن يحوِّلَ اللَّهُ رأسَهُ رأسَ حمارٍ أو صورتَهُ صورةَ حمارٍ”([2]).

هذا في عموم المسألة : أما عن السؤال ففي قول في مذهب الإمام أبي حنيفة([3]) ومذهب الإمام مالك([4])والمذهب الحنبلي([5]) أنه لا يجوز للعاجز عن الحركة إمامة الناس فالإمام يجب أن يكون قادرا على الحركة في القيام والركوع والسجود.

وفي مذهب الإمام الشافعي ([6]) وقول في المذهب الحنفي([7]) يجوز إمامة العاجز عن الركوع والسجود .

قلت : وما ذهب إليه جمهور الفقهاء هو الراجح لأن العاجز لا يمكن أن تكون إمامته في الصلاة صحيحة لغيره بسبب ضعفه وعجزه.

والله تعالى أعلم

[1] – أخرجه البخاري برقم : (722).

[2] – أخرجه البخاري (691)، ومسلم (427) باختلاف يسير.

[3] – جواهر الإكليل 1 / 78،

[4] – حاشية ابن عابدين 1 / 396.

[5] – كشاف القناع 1 / 477، والمغني 2 / 223،

[6] – مغني المحتاج 1 / 240.

[7] -الهداية مع الفتح 1 / 321، وحاشية ابن عابدين 1 / 396.