الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،،

فإن الله  عز وجل قدر الآجال فقال عز ذكره : (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَىٰ أَجَلًا ۖ وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ۖ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ)(الأنعام:2) والمراد أنه جل في علاه قدّر الأجل لكل مخلوق وهو قوله ( أجلا) وأجل مسمى المراد به يوم القيامة فالعمر محدد بما قضى به الله  ويتفاوت الخلق في طول أعمارهم وقصرها وفقا لما قضى به عز وجل ومع أن العمر محدد  بمدة إلا أن الله  عزوجل يبارك فيه فيشعر العبد بطول عمره بحكم هذه البركة وهذه تكون بعمل الإنسان وأسباب هذه البركة كثيرة :أولها: طاعة الله واجتناب محرماته وكذا طاعة رسوله واجتناب نواهيه وكذا بر الوالدين وصلة الأرحام والصدقة ولو كانت قليلة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه : “اتَّقوا النَّار ولو بشِقِّ تمرةٍ”(^[1]) ومن أسباب البركة في العمر تقوى  الله وطاعته والتضرع إليه بالدعاء والتقرب إليه بكل عمل فيه خير، ومن أسباب البركة تجنب الأذى والبعد عن دماء الناس وأعراضهم وأموالهم وسلامة القلب لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه  أبو هريرة رضي الله عنه : “إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم” (^[2])، والأسباب كثيرة ويمكن جمعها في شيء واحد وهو تقوى الله وطاعته ومحبته ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم.

والله تعالى أعلم

[1] – أخرجه ابن حبان برقم : (: 2804).

[2] – أخرجه مسلم برقم (٢٥٦٤).