الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالجواب: أن تفسير القرآن من أعظم العلوم وأجلها؛ لأنه تفسير لكلام الله الذي أنزله هدى ورحمة للمؤمنين، كما قال الله-عز وجل-: ﴿إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾ (الإسراء:9).
وقد اهتم علماء المسلمين وفقهاؤهم بتفسير القرآن الكريم، مهتدين في ذلك بالقرآن نفسه، ومن ذلك مثلا: تفسير القارعة، فقد فسرها الله بقوله-عز ذكره -بأنها ﴿يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ*وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ﴾ (القارعة:4-5).
كما اسْتَهْدَوْا على التفسير بأسباب نزول الآيات على رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، إضافة إلى استهدائهم بعلوم اللغة، والأقوال التي وردت على لسان العرب.
ويستهدي المفسرون كذلك بفهمهم للآيات ودلالاتها، مستهدين في ذلك بمن سبقهم، مثل: عبد الله بن عباس-رضي الله عنهما-، فتفسيره من أعظم التفاسير، وما تبع ذلك من تفاسير المفسرين، كتفسير الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، وتفسير ابن كثير، والبغوي، وكذا أقوال التابعين مثل: مجاهد بن جبر، والحسن البصري، وعكرمة مولى ابن عباس، وقتادة بن دعامة، ومقاتل بن سليمان-رحمهم الله جميعا-وغيرهم.
وتبلغ كتب التفسير أكثر من مائة كتاب تستهدف كُلُّها فهم كلام الله-عز وجل-، واستنباط الأحكام منه؛ حتى يكون المسلم على بينة في عبادته. والله-تعالى-أعلم.