سؤال من الأخ ” i. m” من أمريكا يقول فيه: هل يجوز تفسير القرآن الكريم بحسب الفهم دون الرجوع إلى كتب التفسير؟.

هل يجوز تفسير القرآن الكريم بحسب الفهم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالجواب: أن تفسير القرآن من أعظم العلوم وأجلها؛ لأنه تفسير لكلام الله الذي أنزله هدى ورحمة للمؤمنين، كما قال الله-عز وجل-: ﴿إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾ (الإسراء:9).

وقد اهتم علماء المسلمين وفقهاؤهم بتفسير القرآن الكريم، مهتدين في ذلك بالقرآن نفسه، ومن ذلك مثلا: تفسير القارعة، فقد فسرها الله بقوله-عز ذكره -بأنها ﴿يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ*وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ﴾ (القارعة:4-5).

كما اسْتَهْدَوْا على التفسير بأسباب نزول الآيات على رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، إضافة إلى استهدائهم بعلوم اللغة، والأقوال التي وردت على لسان العرب.

ويستهدي المفسرون كذلك بفهمهم  للآيات ودلالاتها، مستهدين  في ذلك بمن سبقهم، مثل: عبد الله بن عباس-رضي الله عنهما-، فتفسيره من أعظم التفاسير، وما تبع ذلك من تفاسير المفسرين، كتفسير الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، وتفسير ابن كثير، والبغوي، وكذا أقوال التابعين مثل: مجاهد بن جبر، والحسن البصري، وعكرمة مولى ابن عباس، وقتادة بن دعامة، ومقاتل بن سليمان-رحمهم الله جميعا-وغيرهم.

وتبلغ كتب التفسير أكثر من مائة كتاب تستهدف كُلُّها فهم كلام الله-عز وجل-، واستنباط الأحكام منه؛ حتى يكون المسلم على بينة في عبادته. والله-تعالى-أعلم.