سؤال من الأخ ” H. a “من الجزائر يقول فيه: أنا مدين، هل يجوز أن أضحي، علما بأن صاحب الدَّيْنِ لا يطالبني بدينه عاجلا؟.

حكم من يضحي وعليه دين

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،،

فظاهر سؤال الأخ عما إذا كان له أن يضحي وعليه دين.

والجواب: أن الأضحية سنة، وعلى المسلم أن يضحي اتباعا لسنة رسول الله-صلى الله عليه وسلم-وما عليه المسلمون.

والدَّيْنُ أحد العوائق التي تقيد رغبته، فالدين عبء ثقيل على المدين، وقد عظَّم رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أمر الدين، فلم يُصَلِّ على من مات وعليه دين، وذلك فيما رواه جابر بن عبد الله-رضي الله عنهما-أن النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ كان لا يصلِّي على رجلٍ عليْهِ دَينٌ، فأُتِيَ بميِّتٍ، فسألَ: «أعليْهِ دينٌ»؟ قالوا: نعم! عليْهِ دينارانِ، قالَ: «صلُّوا على صاحبِكم»، قالَ أبو قتادةَ: هما عليَّ يا رسولَ اللَّهِ! فصلَّى عليْهِ، فلمَّا فتحَ اللَّهُ على رسولِهِ قالَ: «أنا أولى بِكلِّ مؤمنٍ من نفسِهِ، مَنْ ترَكَ دَينًا فعليَّ، ومن ترَكَ مالًا فلورثتِهِ»([1]).

ولما كانت الأضحية سنةً، والوفاء بالدين واجبًا؛ فالأصل تقديم الواجب على السنة، والأفضل للأخ السائل الوفاء بما عليه من دَيْنٍ، ويمكنه في الأيام القادمة-إن شاء الله-تحقيق رغبته في الأضحية.

والله-تعالى-أعلم.

([1]) أخرجه النسائي (1962)، واللفظ له، وقوله: «أنا أولى بِكلِّ مؤمنٍ …» أخرجه مسلم (867) مطولًا.