الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،،
فظاهر سؤال الأخ عما إذا كان له أن يضحي وعليه دين.
والجواب: أن الأضحية سنة، وعلى المسلم أن يضحي اتباعا لسنة رسول الله-صلى الله عليه وسلم-وما عليه المسلمون.
والدَّيْنُ أحد العوائق التي تقيد رغبته، فالدين عبء ثقيل على المدين، وقد عظَّم رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أمر الدين، فلم يُصَلِّ على من مات وعليه دين، وذلك فيما رواه جابر بن عبد الله-رضي الله عنهما-أن النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ كان لا يصلِّي على رجلٍ عليْهِ دَينٌ، فأُتِيَ بميِّتٍ، فسألَ: «أعليْهِ دينٌ»؟ قالوا: نعم! عليْهِ دينارانِ، قالَ: «صلُّوا على صاحبِكم»، قالَ أبو قتادةَ: هما عليَّ يا رسولَ اللَّهِ! فصلَّى عليْهِ، فلمَّا فتحَ اللَّهُ على رسولِهِ قالَ: «أنا أولى بِكلِّ مؤمنٍ من نفسِهِ، مَنْ ترَكَ دَينًا فعليَّ، ومن ترَكَ مالًا فلورثتِهِ»([1]).
ولما كانت الأضحية سنةً، والوفاء بالدين واجبًا؛ فالأصل تقديم الواجب على السنة، والأفضل للأخ السائل الوفاء بما عليه من دَيْنٍ، ويمكنه في الأيام القادمة-إن شاء الله-تحقيق رغبته في الأضحية.
والله-تعالى-أعلم.
([1]) أخرجه النسائي (1962)، واللفظ له، وقوله: «أنا أولى بِكلِّ مؤمنٍ …» أخرجه مسلم (867) مطولًا.