سؤال من الأخ F.l من الجزائر يقول فيه: ارجو من حضراتكم الرد على سؤالي وجزاكم الله خيرا

التبريك بقول ما شاء الله تبارك الرحمان الرحيم

هل يجوز أن نقول في حال أحبنا شخص ما بسم الله ما شاء الله تبارك الرحمان الرحيم باستعمال الوصفين لله الرحمان الرحيم، بارك الله فيكم وجعلها في ميزان حسناتكم؟

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فالجواب: أن العادة جرت إذا رأى الإنسان شيئا أو إنسانا يعجبه سواء يعرفه ولا يعرفه، يتلفظ بالمشيئة، وبارك عليه، والسبب في هذا دفع العين والخشية من إصابتها بها ومن المعلوم أن العين حق. والأصل في ذلك من كتاب الله قوله عز وجل: ﴿وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ﴾ [الكهف:39]. وفي هذا دليل على أن عين الإنسان قد تصيبه نفسه، أو حديقته أو ماله، والأصل فيه أيضا قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (الْعَيْنُ حَقٌّ، ولو كانَ شيءٌ سابَقَ القَدَرَ سَبَقَتْهُ العَيْنُ، وإذا اسْتُغْسِلْتُمْ فاغْسِلُوا)([1]). ولما أصاب أحد الصحابة بعينه صاحبه فيما رواه أبو أمامة بن سهل بن حنيف رضي الله عنه: (أن عامِرُ بنُ رَبيعَةَ رأى سَهْلَ بنَ حُنَيفٍ يَغتَسِلُ، فَقال: واللهِ ما رَأيتُ كَاليومِ، وَلا جِلْدَ مُخبَّأةٍ! قال: فلُبِطَ بِسَهلٍ، فأُتِيَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقيلَ لَه: يا رَسولَ اللهِ، هل لَك في سَهلِ بنِ حُنَيفٍ؛ واللهِ ما يَرفَعُ رَأسَه؟ فَقال: هل تَتَّهِمونَ لَه أحدًا؟ قالوا: نَتَّهِمُ عامِرَ بنَ رَبيعةَ، قال: فَدعا رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عامرًا، فتَغلَّظَ عليهِ، وَقال: عَلامَ يَقتُلُ أَحدُكم أَخاه؟! أَلا بَرَّكتَ! اغتَسِل لَه، فغَسَلَ لَه عامِرٌ وَجهَه ويَديهِ، ومِرفَقَيه ورُكبَتَيه، وأَطرافَ رِجليْه، ودَاخِلةَ إِزارِه في قَدَحٍ، ثُمَّ صُبَّ عَليه، فَراحَ معَ النَّاسِ لَيسَ به بَأسٌ.)([2]).

هذا في عموم المسألة: أما عن سؤال الأخت فتلفظ بالمشيئة والتبريك من هو محل الاعجاب أمر مشروع بمعنى أن من عجب بشيء حتى من نفسه وولده أن يقول: (ما شاء الله تبارك الله) أو نحو ذلك.

[1]أخرجه مسلم برقم: (2188).

[2]أخرجه الإمام أحمد في مسنده برقم: (16023)، والنسائي في السنن الكبرى برقم: (7619) باختلاف يسير وقال الألباني: إسناده صحيح.