سؤال من الأخ” f. d” من الجزائر يقول: هناك شخص شغال كهربائي منازل يتلقى الاتصال من زبائنه ثم يروح إلى منازلهم ويقوم بتوصيل الكهرباء ومنهم من يستخدم الدش في مشاهدة المسلسلات والأفلام الإباحية فهل يأثم الكهربائي؛ لأنه هو من قام بتوصيل الكهرباء في سطح المنزل لتركيب الدش؟

حكم العمل في إيصال الكهرباء إلى البيوت

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

فالواضح من السؤال أن كهربائيا يعمل في إيصال الكهرباء إلى البيوت، وإن من أصحاب البيوت من يشاهد المسلسلات الإباحية، ويسأل عما إذا كان الكهربائي المشار إليه يأثم.

والجواب: إن كل عمل تحكمه النية فمن ينوي خيرا أو قولا حسنا يثاب عليه، ومن يعمل عكس ذلك يجازى عليه، والأصل في هذا قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نوى”([1]).

هذا في عموم المسألة: أما الجواب على السؤال فالمفترض في الكهربائي المذكور أنه يعمل على إيصال الكهرباء إلى البيوت دون معرفته عما تستخدم فيها، فقد تستخدم للخير كالإضاءة والطبخ وقد تستخدم للشر كالمسلسلات الإباحية، فهي سلاح ذو حدين فإذا كان الكهربائي يحصر عمله في توفير هذه المسلسلات فهو يأثم؛ لأن ذلك من التعاون على الإثم والعدوان، أما إذا كان عمله مجرد إيصال الكهرباء إلى البيوت فلا حرج عليه، والإثم يكون على من يشاهد أو يستخدم هذه المسلسلات.

والله تعالى أعلم

[1] – أخرجه البخاري برقم (1).