سؤال من الأخ ” f.d ” من الجزائر يقول: ما نصيحتكم لشخص يقول لا فائدة من إنجاب الأطفال غير الهم والمصاريف والديون؟

الاعتراض على إنجاب الأولاد

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،

أما بعد:

فالجواب : أن الاعتراض  على إنجاب الأولاد مخالف لأمر الله  ومنته على عباده بما منحهم من إنجاب الأولاد قال عز ذكره “وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً”(النحل:72) كما أن هذا الاعتراض مخالف أيضا لإرادة الله عزوجل الذي جعل الإنسان يعمر الأرض إلى أجله وفي هذا قال تقدس اسمه : “هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا”(هود:61).

كما أنه هذا الاعتراض مخالف لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم  ففيما رواه  معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :” تزوَّجوا الوَدودَ الولودَ فإنِّي مُكاثرٌ بِكُمُ الأُممَ”([1]) وفيما رواه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه  عليه الصلاة والسلام قال : “يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ؛ فإنَّه له وِجَاءٌ.”([2]).

كما أن هذا الاعتراض من فعل الجاهلية حيث كان الأب يقتل ولده خشية الفقر وفي هذا قال الله عز وجل : “وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ”(الإسراء:31) فالخشية  من الفقر بسبب الإنجاب مخالف لإرادة الله  في رزقه للخلائق  في قوله : “وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا”(هود:6).

لهذا على الأخ أن يستغفر الله من اعتراضه على إرادة الله  وأن يفرح بالأولاد ويربيهم على الدين فقد تكفل الله بنفقتهم .

والله تعالى أعلم

[1] – أخرجه أبو داود (2050) واللفظ له، والنسائي (3227).

[2] – أخرجه البخاري (5065) ومسلم (1400) باختلاف يسير