الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فالجواب: أن الاعتراض على إنجاب الأولاد مخالف لأمر الله ومنته على عباده بما منحهم من إنجاب الأولاد، قال-عز ذكره-: ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً﴾ (النحل: 72)، كما أن هذا الاعتراض مخالف-أيضا-لإرادة الله-عز وجل-الذي جعل الإنسان يعمر الأرض إلى أجله، وفي هذا قال-تقدس اسمه-: ﴿هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا﴾ (هود: 61).
كما أنه هذا الاعتراض مخالف لسنة رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، ففيما رواه معقل بن يسار-رضي الله عنه-أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قال: «تزوَّجوا الوَدودَ الولودَ؛ فإنِّي مُكاثِرٌ بِكُمُ الأُممَ»([1])، وفيما رواه عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه-أنه -عليه الصلاة والسلام-قال: «يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ! مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ؛ فإنَّه له وِجَاءٌ»([2]).
كما أن هذا الاعتراض من فعل الجاهلية، حيث كان الأب يقتل ولده خشية الفقر، وفي هذا قال الله-عز وجل-: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ﴾ (الإسراء: 31)، فالخشية من الفقر بسبب الإنجاب مخالفة لإرادة الله في رزقه للخلائق في قوله: ﴿وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا﴾ (هود: 6).
لهذا على الأخ أن يستغفر الله من اعتراضه على إرادة الله، وأن يفرح بالأولاد، ويُرَبِّيَهُمْ على الدين، فقد تكفل الله بنفقتهم. والله-تعالى-أعلم.
[1] – أخرجه أبو داود (2050)، واللفظ له، والنسائي (3227)، صححه الألباني في آداب الزفاف، (٦٠).
[2] – أخرجه البخاري (5065)، ومسلم (1400) باختلاف يسير