سؤال من الأخ” D. R” من الجزائر يقول: هل يجوز للزوج أن يطلق الزوجة التي تحكي لصديقاتها ما يحصل بينها وبين زوجها لأنه فقد إحساس الأمان؟

الزوجة التي تحكي لصديقاتهاما يحصل بينها وبين زوجها

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

فالأصل ألا تحكي الزوجة أسرار بيتها سواء كان ذلك لصديقاتها أو أقاربها، فالأسرار في البيوت أمانة ولا يجوز خيانتها بوجه عام، وإفشاء المرأة سر بيتها قد لا يكون المقصد فيه مقصد سوء بل الغالب فيه الشكوى من أمر ما بين الزوج وزوجته فلا تجد الزوجة تفريج همها إلا من خلال إطلاع صديقاتها عليه ، فالواجب على الزوجة حفظ أسرار بيتها والواجب على الزوج أن يحسن الظن بزوجته.

هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الزوج عن طلاق الزوجة  بسبب ما تحكيه لصديقاتها فالأصل أن الطلاق بيده فلا يحتاج إلى سبب ولكن عاقبة الطلاق من أسوء العواقب بتشرد الأولاد وفساد العشرة وسوء العلاقة ومع أن الطلاق بيد الزوج كما ذكر إلا أنه لا يكون إلا  بسبب سوء الزوجة في دينها أو دنياها فهو أبغض الحلال إلى الله، وخطأ الزوجة مثل أي خطأ آخر لا ينبغي أن يكون سببا للطلاق فلو آخذت الزوجات على مثل هذا الخطأ لأصبح الزواج  صعبا،قال الله جل في علاه:” وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنۢ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّآ أَن يَأْتِينَ بِفَٰحِشَةٍۢ مُّبَيِّنَةٍۢ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُۥ ۚ لَا تَدْرِى لَعَلَّ ٱللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا”(الطلاق:1) هذا هو الحل الأمثل وليس الطلاق.

والله تعالى أعلم .