سؤال من الأخ” D.k ” من الجزائر يقول فيه: أراد الأبناء أن يشتركوا ويجمعوا مالا، ويقدموه لأبيهم؛ ليشتري أضحية، فهل يجوز ذلك؟.

حكم جمع الأبناء المال لأبيهم لشراء أضحية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،،

فالجواب: أن بر الوالدين من أهم القربات إلى الله-عز وجل-، فقد أمر بالإحسان إليهم، والرأفة بهم، واللطف معهم في حال كبرهم، فقال-عز ذكره-: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا﴾ (الإسراء: 23)، وأعظم البر ما يكون في حال الكبر كما قال-عز وجل-: ﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّۢ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا*وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا﴾ (الإسراء:23-24).

فالبر بالوالدين يدل على صلاح  الأبناء، وهو من أفضل الأعمال، فعن عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه-قال: سألتُ رَسولَ اللهِ-صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، فقلتُ: يا رَسولَ اللهِ! أيُّ الأعمالِ أحَبُّ إلى اللهِ؟، قال: «الصَّلاةُ على وقتِها»، قُلتُ: ثمَّ أيٌّ؟، قال: «ثمَّ بِرُّ الوالِدَينِ»، قُلتُ: ثمَّ أيٌّ؟، قال: «الجِهادُ في سَبيلِ اللهِ»([1]).

هذا في عموم المسألة، أما بالنسبة للسؤال فإن ما فعله الأبناء لوالدهم يعد برا به، سوف يؤجرون عليه إن شاء الله، فبارك الله فيهم.

والله-تعالى-أعلم.

 

([1]) أخرجه البخاري (527)، ومسلم (85).