سؤال من الأخ” d.k” من الجزائر يقول: شيخنا بنت في سن أربعة عشر ولم تظهر من علامات بلوغها إلا ظهور ثدييها شيئا قليلا فهل وجب عليها التكليف أم لا ؛ لأنها تسأل عن كفارة صيامها لكونها لا تصم بسبب مرضها المزمن أفيدونا بارك الله فيكم؟

البنت غير البالغة لا تكلف بالصيام

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،،

فالجواب: إن البنت غير البالغة لا تكلف بالصيام كما أن المريضة لا تكلف بالصيام، فالأصل في هذا وجوب القدرة والاستطاعة فالله عزوجل لم يكلف عباده مالا يقدرون، وفي هذا قال جل في علاه: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة:286]. وقال تقدس اسمه: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:16]، فالبنت التي لم تبلغ الحلم غير مكلفة؛ لأنه يفترض عدم قدرتها على الصيام والمريضة التي لا تستطيع الصيام غير مكلفة به فقد أعذرها الله بتأجيل صيامها إلى حين شفائها وفي هذا قال عز وجل: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة:184].

هذا في عموم المسألة: أما عن سؤال الأخ فالواضح منه أن البنت لم تبلغ الحلم، وهي مريضة مرضا مزمنا فينتظر بلوغها، فإذا بلغت وكانت مريضة فليست مكلفة حتى تشفى، فإذا استمر مرضها وأصبح هذا المرض مزمنا، وهي لا تستطيع أن تتحمل الصيام فتفطر وتطعم عن كل يوم مسكينا.

نسأل الله عز وجل لها الشفاء.

والله تعالى أعلم.