الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فالأصل في الربا التحريم قرضا واقتراضا وكتابة، والمسلم يعرف ذلك من دينه بالضرورة والإشكال يأتي من حاجته للعمل في البنوك وتفسير هذه الحاجة، وأساس هذه الحاجة حاجته إلى الطعام والشراب والملبس والمسكن، والأصل في هذه قول الله -عزوجل- لآدم بأن عليه الإقامة في الجنة، وأنه لن يجوع أو يعطش أو يعرى أو تضربه الشمس: {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى * إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ} [طه: 117-119].
هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخ عماذا يفعل فيما أخذ من تقاعده، فالجواب أن البنوك والشركات تعامل من يتقاعد من موظفيها و عمالها بإعطائه راتبا شهريا أو تعطيه مبلغا مقطوعا، وفي كل الأحوال إذا كان الموظف مستغنيا عن هذا التقاعد بمعنى أن له مصدر زرق ومن يعول فيجب عليه التخلص عنه، وإعطائه لجمعيات الأيتام أو نحوها، أما إذا كان ليس له مصدر رزق له ومن يعوله فيكون تعاطيه مع هذا التقاعد من باب الضرورة، قال الباري عزوجل: {فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [المائدة: 3].
والله تعالى أعلم.