الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فتربية الأرانب وبيعها وأكلها حلال، والأصل في هذا ما رواه أنس بن مالك-رضي الله عنه-قال: “أَنْفَجْنَا أرْنَبًا بمَرِّ الظَّهْرَانِ، فَسَعَى القَوْمُ، فَلَغَبُوا، فأدْرَكْتُهَا، فأخَذْتُهَا، فأتَيْتُ بهَا أبَا طَلْحَةَ، فَذَبَحَهَا، وبَعَثَ بهَا إلى رَسولِ اللَّهِ-صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-بوَرِكِهَا أوْ فَخِذَيْهَا-قَالَ: فَخِذَيْهَا، لا شَكَّ فيه- فَقَبِلَهُ. قُلتُ: وأَكَلَ منه؟، قَالَ: وأَكَلَ منه. ثُمَّ قَالَ بَعْدُ: قَبِلَهُ”([1]).
أما ما يَحْرُمُ من الحيوانات فكل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير، فالأصل فيه ما رواه أبو هريرة-رضي الله عنه-أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قال: «كُلُّ ذي نابٍ مِنَ السِّباعِ حَرامٌ»([2])، وما رواه عبد الله بن عباس-رضي الله عنهما- “أنَّ رَسولَ اللهِ-صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-نهى عن كُلِّ ذي نابٍ مِنَ السِّباعِ، وعن كُلِّ ذي مِخلَبٍ مِنَ الطَّيرِ”([3]).
وقد أحل الله من الحيوانات الغنمَ والإبلَ والبقر والظباء والأرانب والدجاج، وغير ذلك مما هو معلومٌ حِلُّهُ.
هذا في العموم، أما عن السؤال فيجوز تربية الأرانب، وبيعها، وأكلها، كل ذلك جائز ، والأصل فيه حديث أنس بن مالك-رضي الله عنه-المشار إليه.
فالحاصل: أن تربية الأرانب وبيعها وأكلها حلال.
والله -تعالى- أعلم.
[1] أخرجه البخاري(2572).
[2] أخرجه مسلم (1933).
[3] أخرجه مسلم (1934).