الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد، ،
فظاهر السؤال أن على الأخ دين يجب عليه أن يسدده وهو مضطر للاقتراض من البنك حتى لا يسجن بسبب عدم السداد.
والجواب: أنه لا يجوز الاقتراض من بنك ربوي لسداد الدين فهذا الاقتراض ربا وقد حرم الله الربا وعظم أمره و أمر المتقين أن يذروه في قوله جل في علاه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ} [البقرة: 278-279]. ففي هذه الآية تحريم للربا في كل صوره ومن يفعله يحارب الله ورسوله.
هذا في عموم المسألة، أما عن السؤال فإذا كان المدين عاجزا عن سداد دينه، فعلى الدائن إنظاره إلى ميسرته وفي هذا قال الله تقدس اسمه: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ ۚ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 280]. وعلى هذا على الدائن إنظار مدينه وإن تصدق عليه ففي ذلك الخير له، وقد كان الصحابة والسلف الصالح من الأمة -رضي الله عنهم- يعفون مدينيهم المعسرين؛ تقربا إلى الله عزوجل.
فالحاصل لا يجوز سجن المدين إلا إذا كان غنيا مماطلا.
والله تعالى أعلم