سؤال من الأخ” a.i” من مصر يقول: لي جار مدين ولا يستطيع سداد دينه هل يجوز له أن يأخذ قرضا من البنك بفائدة لسداد دينه علما بأن البنوك لا تعطي قرضا حسنا؟

حكم الاقتراض من البنك لوفاء الدين

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد، ،

فالجواب: أن أمر الدين أمر عظيم ولا يجوز للمسلم أن يتساهل فيه، لمناطه بحقوق الناس، ولكن أمر الربا أعظم و أخطر فقد حرمه الله على عباده في قوله جل في علاه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ} [البقرة: 278-279].

وفي هذه الآيات عدة أحكام:

الحكم الأول: ترك الربا.

والحكم الثاني: أن من يأكل الربا ولم ينته عنه يعد محاربا لله ولرسوله.

والحكم الثالث: أن المدين إذا كان معسرا وجب على داينه انتظار ميسرته.

والحكم الرابع: أن تصدق الدائن على مدينه بالعفو عن دينه، فهذا خير له، وهذا ما كان من السلف الصالح من إنظار مدينهم إلى ميسرتهم والعفو عن مدينهم.

والأصل في هذا قول الله تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 280].

هذا في العموم: أما بالنسبة للسؤال فلا يجوز أبدا الاقتراض من البنك الربوي لسداد الدين، فلا يجوز معالجة أمر بما هو أخطر منه وعلى الدائن انتظار يسر مدينه.

والله -تعالى- أعلم.