الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد، ،
فالجواب: أن أمر الدين أمر عظيم ولا يجوز للمسلم أن يتساهل فيه، لمناطه بحقوق الناس، ولكن أمر الربا أعظم و أخطر فقد حرمه الله على عباده في قوله جل في علاه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ} [البقرة: 278-279].
وفي هذه الآيات عدة أحكام:
الحكم الأول: ترك الربا.
والحكم الثاني: أن من يأكل الربا ولم ينته عنه يعد محاربا لله ولرسوله.
والحكم الثالث: أن المدين إذا كان معسرا وجب على داينه انتظار ميسرته.
والحكم الرابع: أن تصدق الدائن على مدينه بالعفو عن دينه، فهذا خير له، وهذا ما كان من السلف الصالح من إنظار مدينهم إلى ميسرتهم والعفو عن مدينهم.
والأصل في هذا قول الله تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 280].
هذا في العموم: أما بالنسبة للسؤال فلا يجوز أبدا الاقتراض من البنك الربوي لسداد الدين، فلا يجوز معالجة أمر بما هو أخطر منه وعلى الدائن انتظار يسر مدينه.
والله -تعالى- أعلم.