الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فظاهر السؤال أن رجلا كان يجهز لفتح مصنع للدخان وتوفي قبل افتتاحه فهل يرثه ورثته؟
والجواب : أن دخان التبغ مما يسبب الضرر لتعاطيه وما ينتج عنه من تلف في الرئتين والقلب وهو من المستحدثات الضارة و غير النافعة فهو إذا من المعاصي وهذه تختلف شدة وضعفا فالمعصية في الخمر أشد من المعصية في الدخان ذلكم أن الخمر مما حرمها الله صراحة في قوله جل في علاه : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ*إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ)(المائدة:90-91). فقال الصحابة آنذاك انتهينا فكسروا دنان الخمر في أسواق المدينة.
هذا في عموم المسألة : أما عن السؤال فالورثة بين خيارين : الخيار الأول : أن يرثوا المصنع ويتقاسموا ثمنه وحساب المورث على الله و أما الخيار الثاني : أن يبيع الورثة المصنع ويوفوا دين مورثهم من ثمنه إذا كان عليه دين ويتصدقوا بالباقي عن مورثهم أي يعطوا ما فضل من ثمنه بعد سداد الدين للجمعيات الخيرية ونحوها وهذا هو الخيار الأمثل فعسى الله أن يرحم مورثهم ويتوب عليه.
والله تعالى أعلم.