الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

فلا حرج في عمل الإنسان مترجما ويدل السائح على الأماكن  والآثار والمعالم والطرق في بلاده، هذا لا حرج فيه إن شاء الله خاصة في هذا الزمان الذي يتقارب فيه الإنسان وما قد يكون في هذا التقارب من فوائد، ولا حرج  في أن يكون الشخص مسلما أو غير مسلم ولكن من المفترض والواجب أن يكون عمل الدليل محصورا فيما هو مباح، أما إذا كان الدليل يدل السائح على ما هو محرم فهو مرتكتب إثما عظيما  وما يأخذه من أجر يعد حراما عليه والأصل أن الإنسان لا يدل إلا على الخير ومن يدل على الخير يكون مثل فاعله ومن يدل على الشر  يكون كفاعله.

فالحاصل أن من يدل السائح على أمر محرم يعد شريكا له في الخطيئة والإثم ويعد الأجر الذي يكتسبه من عمله هذا محرما وعمله هذا من السيئات المنافية للحسنات والأصل فيه قول الله جل في علاه:” مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ، وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ “(النحل:89-90).

والواجب على المترجم المشار إليه في السؤال أن يتوب إلى الله ويستغفره من خطيئته.

والله تعالى أعلم