الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،،
فالحيوانات من مخلوقات الله-عز وجل-، وضعها لمنفعة عباده بقوله-عز ذكره-: ﴿وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا ۗ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ* وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ﴾ (النحل: 5-6).
فهذه المنافع التي منحها الله عبادَه كثيرة، ويجب مقابلة هذا المنح بالشكر أولا، ثم بالرفق بالمخلوقات ثانيا، واستخدامها لمنفعة الإنسان، فمن تجاوز على هذه المخلوقات باءَ بالإثم، بمعنى أنه يجب على من يملك هذا الحيوان إطعامه وسقيه، والرفق به، وفي هذا قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فيما رواه شداد بن أوس-رضي الله عنه -: «إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فأحْسِنُوا القِتْلَةَ، وإذَا ذَبَحْتُمْ فأحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ»([1]).
هذا في عموم المسألة، أما عن السؤال فالواجب على من يملك حيوانا إطعامه وسقيه، ولا يجوز حبسه لغرض المتاجرة به، سواء بعدم إطعامه، أم بعدم سقيه، أم باستخدام الوسائل العاجلة لتسمينه أثناء عرضه للمتاجرة، فكل هذا لا يجوز؛ لأنه مخالف لإرادة الله في خلق الحيوان ومنفعة الإنسان منه. والله-تعالى-أعلم.
[1] – أخرجه مسلم برقم (1955).