الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذه القراء من البدع التي تتابعت على بعض المسلمين دون أصل لها، فلم يؤثر عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، ولا عن خلفائه أو صحابته أنهم كانوا يقرؤون القرآن في العزاء، فالواجب الدعاء للميت بالرحمة والمغفرة، والصدقةُ عنه، وقضاءُ دينه إذا كان عليه دين، والحجُّ عنه إذا لم يكن قد حجَّ، والاعتمار عنه، أما قراءة القرآن في وقت عزائه فلا تجوز؛ لأنها بدعة، والبدعة ضلالة؛ لما رواه العرباض بن سارية-رضي الله عنه-أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قال: «عليكم بسنتي وسنةِ الخلفاءِ المهديّين الراشدين، تمسّكوا بها، وعَضّوا عليها بالنواجذِ، وإياكم ومحدثاتِ الأمورِ؛ فإنَّ كلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ»([1]). والله-تعالى-أعلم.
[1] أخرجه أبو داود (4607)، واللفظ له، وأحمد (17185)، صححه الألباني في صلاة التراويح (٨٦)..