الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد، ،
فالواضح من السؤال أن الأخ يعمل في فندق تقدم فيه الخمور.
والجواب: إن الخمر مما حرم لله على عباده فوصفها أنها رجس من عمل الشيطان فقال جل في علاه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (*)إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ} [المائدة: 90-91].
وكما حرم الله الخمر، حرمها رسوله -عليه الصلاة والسلام- فيما رواه عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “أتاني جِبْرِيلُ عليه السلامُ فقال: يا محمَّدُ، إنَّ اللهَ لعَنَ الخمرَ، وعاصِرَها، ومعتصِرَها، وشاربَها، وحاملَها، والمحمولةَ إليه، وبائعَها، ومبتاعَها، وساقيَها، ومستقاها”([1]).
هذا في عموم المسألة: أماعن سؤال الأخ وتحرجه من العمل في الفندق لكونه يقدم الخمور، فإن كان يجد عملا آخر غير هذا، فيترك هذا العمل فهذا هو الأصل، أما إن لم يجد غير العمل في هذا الفندق فيصبر خاصة، وأنه يعمل في استقبال الفندق، ولا يقوم بعمل من أعمال الخمر المهم أنه يصبر حتى يجد عملا آخر.
والله تعالى أعلم
[1] -أخرجه أبو داود (3674)، وابن ماجه (3380) وأحمد (4787) واللفظ له، صححه الألباني في صحيح الترغيب، (٢٣٦٠).