سؤال من الأخ” A.d” من الجزائر يقول: المسنة والمريضة التي لا تستطيع الصيام هل الإطعام هنا في حقها واجب أم مندوب فقط؟

المريضة التي المسنة التي لا تستطيع الصيام

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،،

إذا كانت المراة عاجزة عن الصيام بسبب فقد عقلها كالمريضة بالزهايمر وما في معناه، فهذه يسقط عنها الصيام والإطعام والأصل فيه قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنه : “رُفِع القَلمُ عن ثلاثةٍ: عن النَّائمِ حتَّى يستيقظَ، وعن الصَّبي حتَّى يحتلِمَ، وعن المجنونِ حتَّى يَعقِلَ”([1]). فهذه بمثابة المجنون. أما إذا كانت سليمة في عقلها ولكن لا تستطيع الصيام لكبر سنها أو مرضها فلا يلزمها الصيام؛ لأن الله عز وجل لم يكلف عباده ما لا يقدرون عليه في قوله جل في علاه: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ} [البقرة:286]. وقوله تقدس اسمه: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:16]، ولكن عليها فدية، وهي إطعام لكل يوم مسكينا من طعام البلد الذي تعيش فيه كالأرز والبر ونحوهما، أما السؤال عما إذا كانت هذه الفدية واجبه أم مندوبة ؟ والجواب: إنها واجبة للفقراء والمساكين.

والله تعالى أعلم.

 

[1] -أخرجه الترمذي (1423)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (7346)، والإمام أحمد في مسنده برقم (956) وحسَّنه البخاري كما في ((العلل الكبير)) للترمذي (226)، وقال الترمذي: حسن غريب من هذا الوجه ولا نعرف للحسن سماعا عن علي، وصحح إسناده أحمد شاكر في تحقيق ((المسند)) (2/197)، وصححه الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (1423).