سؤال من الأخ يوسف ك… من الجزائر عما إذا كان المذي نجسًا يجب غسله من الثياب أم أنه طاهر.

المذي هل هو نجس يجب غسله من الثياب

عرفه الفقهاء أنه ماء رقيق يخرج من ذكر الرجل أو فرج الأنثى، وهو من الأنجاس التي تخرج من البدن، ويجب فيه الوضوء لا الغسل، وعامة الفقهاء على ذلك([1]).

والأصل فيه ما رواه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: كنت رجلًا مذاء فجعلت اغتسل حتى تشقق ظهري فذكرت ذلك للنبي ﷺ -أو ذكر ذلك له- فقال رسول الله ﷺ: (لا تفعل إذا رأيت المذي فاغسل ذكرك وتوضأ وضوءك للصلاة فإذا فضخت الماء فاغتسل)([2]). وكذلك ما رواه عبد الله بن سعد الأنصاري قال: سألت رسول الله ﷺ عما يوجب الغسل وعن الماء يكون بعد الماء فقال: (ذاك المذي وكل فحل يمذي، فتغسل من ذلك فرجك وأنثييك، وتوضأ وضوءك للصلاة)([3]).

وينبني على هذا أن المذي نجس يوجب خروجه غسل الذكر والأنثيين والوضوء، وإذا أصاب الثوب وجب نضحه بالماء.

([1]) الفتاوى الهندية، ج1 ص12، 51، وانظر بداية المجتهد ونهاية المقتصد لابن رشد، ج1 ص34-35، وأسهل المدارك للكشناوي، ج1 ص61-62، والحاوي الكبير للماوردي، ج1 ص262-263، والمجموع شرح المهذب للإمام النووي، ج2 ص144، والإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الإمام أحمد، ج1 ص329-330، والمغني مع الشرح الكبير لابني قدامة، ج1 ص160، والمحلى بالآثار لابن حزم، ج1 ص118-119، ج5 ص218.

([2]) أخرجه أبو داود في كتاب الطهارة، باب في المذي، سنن أبي داود، ج1 ص53، برقم (206). ومعنى ‹‹ فضخت››: الدفق والمراد إذا أنزلت المني فاغتسل، صححه الألباني في صحيح أبي داود، (٢٠٦).

([3]) أخرجه أبو داود في كتاب الطهارة، باب في المذي، سنن أبي داود، ج1 ص54-55، برقم (211)، صححه الألباني في صحيح أبي داود، (211).