سؤال من الأخ ياسر من الجزائر، يقول: هل زوجة الدنيا تكون مع زوجها في الجنة أيضًا؟

الزوجة في الدنيا وما إذا كانت تلحق بزوجها في الآخرة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فإن من نعم الله على المؤمنين من عباده أنه كما يرحمهم في دنياهم يرحمهم في أخراهم، ومن هذا جمع الذرية مع والديهم في الآخرة لتقر أعينهم بهذا الجمع، فقال -تعالى-: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ) [الطور: ٢١]، فالمراد بهم الذين بلغوا رحلة الكمال في الإيمان مع أن أولادهم لم يبلغوا هذه المرحلة التي بلغها آباؤهم، فيلحق الله الذرية بآبائهم، وقد يكون الأبناء أرفع درجة في الإيمان من آبائهم فيلحق الله الآباء بالأبناء، فيجمع الله الآباء وذرياتهم وتقر أعينهم بهذا الجمع. وكما أخبر عن اجتماع الذرية بآبائهم، أخبر -عز وجل-أن المؤمنين وأزواجهم يتمتعون بظلال الجنة، وما فيها من النعيم الأبدي، قال -تقدس اسمه-: (إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُون * هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ) [يس: 55-٥٦]، وقد يكون المراد زوجاتهم في الدنيا، فيجمع الله الأزواج بزوجاتهم ممن بلغوا مرحلة الكمال في الإيمان فيلحقن بهم، وقد يكون المراد زوجاتهم من الحور العين، فينعم الله على الذرية والآباء والزوجات بالجمع في الآخرة، كما كانوا في الدنيا، كما هو حال الجمع للذرية.

والله -تعالى- أعلم.