ينبغي التفريق بين الزكاة وصدقة التطوع، فالأفضل إظهار الزكاة، مثلها مثل الصلاة في الجهر بها، أما صدقة التطوع ففي إظهارها خير إذا كان في هذا الإظهار فائدة، كتشجيع الآخرين على الامتثال بما يفعله المتصدق، أما إذا كان المراد من الإظهار الرياء، فهذا محرم، وعمل غير صالح، وإذا كان هناك خشية احتمال الرياء فالواجب إخفاء الصدقة، والأصل في هذا قول الله -عز وجل-: ﴿إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾ (سورة البقرة: 271)، والأصل فيه-أيضًا-قول رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: «سبعةٌ يظلُّهمُ اللَّهُ في ظلّهِ، يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلُّهُ»، ومنهم: «رجلٌ تصدَّقَ بصدقةٍ، فأخفاها، حتَّى لا تعلمَ شمالُه ما تُنفقُ يمينُه..الحديث»([1]).
ولعل في تصوير الأعمال التطوعية والخيرية فائدةً وتشجيعًا للآخرين على التسابق في بذل الصدقات؛ لما فيه من خير لعباد الله، وتعاون على البر والتقوى، والله لا يضيع أجر المحسنين. والله -تعالى- أعلم.
[1] أخرجه البخاري (660)، ومسلم (1031).