سؤال من الأخ هارون… من جمهورية غانا عن حكم مرافقة الإمام يوم الجمعة بالأغاني.

حكم مرافقة الإمام يوم الجمعة بالأغاني

المشروع في الذهاب إلى المساجد السكينة، والخشوع، والوقار، والتذلل لله عز وجلَّ، وعدم الجري إلى الصلاة كما يفعله بعض الناس، ولو كان ذلك بعد إقامة الصلاة؛ لأن رسول الله ﷺ قال: (إذا أقيمت الصلاة، فلا تأتوها تسعون، وأتوها تمشون، وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا)([1]).

والمسنون عند الذهاب إلى المساجد الدعاء لما روي أن رسول الله ﷺ قال: (من قال إذا خرج من بيته بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله يقال له حسبك هديت وكفيت ووفيت وتنحى عنه الشيطان)([2]). وكان -عليه الصلاة والسلام- إذا خرج إلى الصلاة يقول: (اللهم اجعل في قلبي نورًا وفي بصري نورًا وفي سمعي نورًا وعن يميني نورًا وخلفي نورًا وعن شمالي نورًا ومن

 

فوقي نورًا ومن تحتي نورًا اللهم أعطني نورًا وزدني نورًا)([3]).

كما كان عليه أفضل الصلاة والسلام إذا خرج من بيته إلى الصلاة يقول: (بسم الله توكلت على الله اللهم إني أعوذ بك أن أضِلَّ أو أُضَلَّ أو أَزِلَّ أو أُزلَّ أو أظلِمَ أو أُظلَم أو أجهل أو يجهل علي)([4]).

وربما المقصود بما ذكر في السؤال الأهازيج الدينية التي تفعلها بعض الفرق والطوائف من صوفية وغيرها، وهذه من البدع المحدثة في الدين، وقد حذر منها رسول الله ﷺ في قوله: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)([5]).

وعلى المسلم أن يعلم علم يقين أن الدين هو ما شرعه الله في كتابه أو على لسان رسوله محمد ﷺ، وما عدا ذلك فهو باطل يرد على صاحبه. كما أن على المسلم ألا يجتهد أو يعمل ما ليس

 

له به علم حتى لا يكون عمله وبالًا عليه، وقد أرشد الله عز وجل إلى ذلك في محكم كتابه فقال: {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُون}([6]). وقال رسول الله ﷺ: (وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه)([7]).

وعلى هذا فإن ما أشار إليه الأخ السائل غير جائز.

 

([1]) أخرجه البخاري في كتاب الأذان، باب لا يسعى إلى الصلاة، وليأت بالسكينة والوقار، فتح الباري، ج2 ص138، برقم (636)، وأخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب السعي إلى الصلاة، سنن أبي داود، ج1 ص156، برقم (572).

([2]) أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات، باب ما يقول إذا خرج من بيته، سنن الترمذي، ج5 ص456-457، برقم (3426)، صححه النووي في رياض الصالحين، (٧٣)..

([3]) أخرجه البخاري في كتاب الدعوات، باب الدعاء إذا انتبه من الليل، فتح الباري، ج11 ص119-120، برقم (6316)، وأخرجه الترمذي واللفظ له في كتاب الدعوات، باب حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، سنن الترمذي، ج5 ص450-460، برقم (3419).

([4]) أخرجه ابن ماجة في كتاب الدعاء، باب ما يدعو به الرجل إذا خرج من بيته، سنن ابن ماجة، ج2 ص1278، برقم (3884)، وأخرجه الترمذي في كتاب الدعوات، باب ما يقول إذا خرج من بيته، سنن الترمذي، ج5 ص457، برقم (3427)، صححه الألباني في صحيح ابن ماجه، (٣١٤٨).

([5]) أخرجه ابن ماجة في المقدمة، باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين، سنن ابن ماجة، ج2 ص15-16، برقم (42، 43)، صححه الألباني في صلاة التراويح، (٨٦).

([6]) سورة النحل من الآية 43.

([7]) أخرجه الإمام أحمد في المسند، ج2 ص181-185، قال أحمد شاكر في تخريج المسند لشاكر، (١٠/١٧٤): إسناده صحيح.