الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله الأمين، أما بعد:
فإن الحلف لا يكون إلا بالله وأسمائه، وصفاته، فمن حلف بغيره فقد أتى إثمًا عظيمًا؛ لأن الحلف تعظيمٌ لمن حُلِفَ به، والتعظيم لا يكون إلا لله -عز وجل-، فمن حلف بغيره فقد أتى بابًا من أبواب الشرك الأصغر.
وينبغي التنبيه على ما تعودته بعض ألسنة العامة من الحلف بالنبي والمصحف والكعبة والأمانة، وكذا الحلف بحياة الأب أو الأم أو الولد، فهذه كلها لا تجوز إلا لله، وعلى من تعودها أن يتوب إلى الله منها.
والحاصل: أنه لا يجوز للأخ في المسألة الحلف بالمصحف الإلكتروني أو غيره، فإذا حلف فلا يحلفْ إلا بالله؛ لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ أَوْ لِيَصْمُتْ»([1])، وقوله -عليه الصلاة والسلام-: «لا تحلفوا بآبائكم»([2]).
والله -تعالى- أعلم.
[1] أخرجه البخاري برقم (2679) ، ومسلم برقم (1646).
[2] أخرجه مسلم برقم(3207).