الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فقد بين الله لعباده أن الصلاة مفروضة عليهم في قوله جل في علاه: ” إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا”(النساء:103) وأمرهم أن يقيموها بقوله عز ذكره: ” وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ”(البقرة:43) وقوله لبنيه وأمته:” أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ”(الإسراء:78).
هذا في كتاب الله أما في سنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم فقوله في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: “بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ..”([1]) وقال عليه الصلاة والسلام في حديث بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه: ” العهدُ الذي بينَنا وبينَهم الصلاةُ، فمَن تركَها فقد كفرَ”([2]).
فاقتضى هذا أن تارك الصلاة له حالتان:
الأولى: تاركها عامدا متعمدا منكرا لوجوبها فهذا يعد كافرا لأنه أنكر ركنا من أركان الإسلام.
الحالة الثانية: تارك الصلاة تهاونا وغفلة وغير جاحد لوجوبها فهذا يعد مرتكبا لمعصية كبيرة لأن واجب المسلم أن يأتمر بما أمر الله به وينتهي عما نهى عنه وقد توعد الله عز وجل المتهاون في الصلاة في قوله تقدس اسمه: (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)(الماعون:4-5).
هذا في عموم المسألة: أما عن سؤال الأخ فإذا كان تارك الصلاة متعمدا جاحدا لوجوبها فهذا كافر فلا يجوز الأكل معه ولا قبول هديته، أما إذا تركه للصلاة تهاونا وغفلة وغير مجاهر بتركه لها فهذا يعد عاصيا يجوز الأكل معه وقبول هديته مع الإشارة إلى بعض أهل العلم يراه كافرا ولكن غير كفر المتعمد لتركها.
والله تعالى أعلم.
[1] أخرجه البخاري برقم: (8)، ومسلم برقم: (16).
[2] أخرجه الترمذي (2621)، والنسائي (463)، وابن ماجه (1079)، وأحمد (22987) وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي(462).