الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فالواضح من السؤال ذبح الخراف بعد عودة الحجاج إلى بلدهم، والجواب على هذا فيه تفصيل: فإن كان المراد الاحتفاء بالحاج بعد عودته عن حجه وعودته سالما إلى بلاده، فهذا الذبح إذا كان يقصد به دعوة الجيران والأصدقاء والأقارب للاجتماع على الطعام، فهذا الذبح من باب الصدقة والمحبة بين الأقارب والأصدقاء فلا حرج فيه؛ لأن الغاية منه مشروعة.
أما إن كان المراد منه الاعتقاد في هذا الحاج وحجه، فهذا لا يجوز، ومن ذلك ذبح الخراف عند قدمه، أو نثر الدم عليه، أو رمي جزء من الخراف ونحو ذلك، فهذا لا يجوز، وقد كان بعض الأنصار في بداية الإسلام يدخلون بيوتهم من ظهورها بعد عودتهم من الحج، فنهاهم الله عن ذلك وأمرهم أن يدخلوا بيوتهم من أبوابها فقال جل في علاه: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}[البقرة:189]، وفي هذا أمر من الله أن يدخلوا البيوت من أبوابها؛ لأن تسلقها من عمل الجاهلية.
هذا في عموم المسألة: أما عن سؤال: فلا حرج في ذبح الخراف عند عودة الحجاج، إذا كان الهدف من الذبح الاحتفاء والترحيب للحجاج بعد عودتهم إلى بلادهم، أما إذا كان في هذا الذبح نوع من الاعتقاد الفاسد فهذا لا يجوز بل هو محرم.
والله تعالى أعلم.