الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
ففي مناسبة السنة الميلادية يكثر بيع الهدايا وتداولها بين النصارى بهذه المناسبة ومنها بيع الصلبان وما يسمى شجرة الميلاد وصور مريم عليها السلام، وقد ذم الله الادعاء بصلب المسيح فقال تعالى:” وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ”(النساء:157)، ومنها بيع الملابس ذات صور ومنها أيضا مختلف الصور والرسومات التي تعبر عن التقاليد النصرانية مما هو معلوم في كل عام.
وهذه الألعاب منتشرة في البلاد ذات الديانة النصرانية وهي غير جائزة في بلاد المسلمين لأسباب عدة منها أن هذه الهدايا والألعاب تقليد وهذا التقليد لا يجوز والأصل فيه ذم الله تعالى للذين يقلدون من سبقوهم بقوله عزوجل :”وَكَذَٰلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ “(الزخرف:23)و الأصل فيه أيضا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه:” لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَن قَبْلَكُمْ شِبْرًا بشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بذِرَاعٍ، حتَّى لو سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ، قُلْنَا: يا رَسُولَ اللَّهِ، اليَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قالَ: فَمَنْ؟”([1]) وفي هذا تحذير من تقليد اليهود والنصارى، ومن الأسباب أيضا في عدم الجواز التأثير على الأطفال وتصورهم لأهمية هذه الهدايا والتطلع إليها كل عام.
ومن هذه الأسباب أنها دعاية للنصرانية واستشعارها في أمر مخالف لدين الإسلام لأن هذا الدين آخر الأديان السماوية فلا دين بعد رسالة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم إلا هذا الدين، والأصل فيه قول الله تعالى: “إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ”(آل عمران:19).
هذا في عموم المسألة: أما السؤال عن العمل في الأسواق التي المؤقتة التي تبيع الهدايا والألعاب في هذه المناسبة فلا أرى جوازه وعلى المسلم ألا يعمل في عمل يخالف دينه.
والحاصل أنه لا يجوز العمل في الأماكن التي تبيع هذه الألعاب ما لم يكن العامل مضطرا والاضطرار له شرطان: الأول: أنه لم يجد عملا غير هذا. والشرط الثاني: أن هذا العمل لإنقاذ نفسه من الهلاك وما عدا ذلك لا يجوز. والله تعالى أعلم.
[1] أخرجه البخاري(3456).