سؤال من الأخ” م.ه ” من بنغلاديش يقول: ما حكم العمل في الأسواق المؤقتة لبيع هدايا السنة الميلادية القادمة؟

حكم العمل في الأسواق المؤقتة لبيع هدايا السنة الميلادية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

أن الأفضل للمسلم أن يكون مستقلا في عمله وبيعه وشرائه، فيجعل تعامله فيما يتعلق بدينه وحضارته بعيدا عن التقليد والتبعية لأي دين آخر أو حضارة أخرى، وكان هذا فعل السلف الأول من المسلمين.

هذا في العموم أما عن السؤال فإن كان الأخ لم يجد عملا إلا هذا العمل، وكان مضطرا لحفظ نفسه من الجوع والهلاك فلا حرج في ذلك، وقد أباح الله عزوجل للمضطر أن يأكل ويشرب مما حرم عليه إذا كانت نفسه معرضة للخطر، والأصل في ذلك قوله جل في علاه: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [المائدة: 3] ذلكم أن حفظ النفس من الضرورات الشرعية، والاضطرار له شرطان:

الشرط الأول: أن المضطر لم يجد إلا هذا العمل فهو غير باغ ولا ما زاد عن الحاجة.

 الشرط الثاني: أن يكون قصده حفظ نفسه.

والله تعالى أعلم