الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله الأمين محمد، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فدخول الصبيان إلى المساجد له حالتان: الأولى: صبيان مازالوا تحت سن السابعة من العمر، فالواجب إذا دخلوا المساجد أن يكونوا تحت رعاية آبائهم؛ حتى لا يؤثروا في المصلين بأصواتهم أو حركاتهم، فإن لم يكونوا مع آبائهم فلا يدخلوا المساجد؛ لما قد ينشأ من دخولهم من حركات تزعج المصلين.
الحالة الثانية: الصبيان الذين بلغوا سن السابعة من العمر، فأصبحوا يؤمرون بالصلاة؛ لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها، وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع) ([1]). فتعويد هؤلاء دخول المساجد من المستحب؛ وذلك لغرس حب الصلاة في نفوسهم فينشؤون عليها ويحبونها في كبرهم، فالصبي الذي يتدرج من السابعة إلى العاشرة من العمر يميز الأشياء ويفرق بين الخطأ وغيره، فصلاته في المسجد مما تحمد عاقبته في كبره.
هذا، وتصح مصافة الصبي، فقد كان رسول الله -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- يجعل الرجال أمام الغلمان والغلمان خلفهم والنساء خلف الغلمان، فدل هذا على أن الغلمان يصلون في المساجد خلف الرجال، ولو كانوا لم يبلغوا الحلم.
والله -تعالى- أعلم.
[1] – أخرجه أبو داود برقم :(495).