سؤال من الأخ” م.ن” من الجزائر يقول فيه: نحن نقيم في أوروبا، ولنا جيران غير مسلمين، هل يجوز لنا إعطاء الجيران غير المسلمين من لحم الأضحية؟.

حكم إعطاء الجار غير المسلم من الأضحية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،،

فأمر الجار أمر عظيم، ولو كان غير مسلم، وفي هذا قال-عز وجل-: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ﴾ (النساء: 36)، فالجار الجنب قد يكون غيرَ مسلم، فيشمله الأمر بالإحسان إليه، كما أمر بالإحسان إلى الجار رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فيما روته أم المؤمنين عائشة-رضي الله عنها-أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قال: «ما زالَ يُوصِينِي جِبْرِيلُ بالجارِ حتَّى ظَنَنْتُ أنَّه سَيُوَرِّثُهُ»([1]).

وقد درج المسلمون في علاقتهم بأهل الكتاب من غير المحاربين على الإحسان إليهم، والأصل في هذا قول الله-جل في علاه-: ﴿لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ (الممتحنة:8-9).

فالحاصل: أنه لا حرج في إعطاء الجار غير المسلم من لحم الأضحية، هذا من جهة، ومن جهة ثانية أن في إعطاء غير المسلم من الأضحية تأليفًا لهم في علاقة المسلمين بغير المسلمين، فلا حرج-إن شاء الله-في إعطاء الجار غير المسلم-أي: من أهل الكتاب-جزءًا من الأضحية على سبيل الإهداء.

والله -تعالى- أعلم.

([1]) أخرجه البخاري (6014)، ومسلم (2624).