لقد مدح الله الذين يحافظون على الصلاة، ووعدهم -ووعده الحق- بالفردوس والخلود فيها، فقال عز وجل فيهم: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُون}([1]). {أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُون}([2]).{الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُون}([3]). وقال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُون}([4]). {أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُون}([5]).
لهذا لا يجوز تأخير الصلاة عن أوقاتها، فعلى من لا يستطيع أن يستيقظ بنفسه من النوم أن يعهد إلى من يوقظه، ناهيك بأن هناك اليوم منبهات آلية، توقظ الإنسان في الوقت الذي يحدده.
ولا شك أن في تأخير الصلاة عن أوقاتها إثمًا كبيرًا، لقول الله عزوجل: {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}([6]). وقوله تقدست أسماؤه: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّين}([7]) {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُون}([8]). والمراد أنهم يتهاونون فيها ويؤخرونها عن أوقاتها، مما أوجب لهم الويل، وهو واد في جهنم. ولما قرأ عمر بن عبد العزيز هذه الآية قال: لم تكن إضاعتهم تركها، ولكن أضاعوا الوقت.