الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:
فالأصل أن يصلي المسلم خلف المسلم لأن دين الإسلام يوحد ولا يفرق فإذا كان المسلم مستورا في دينه و غير مظهر للفسق فلا حرج في الصلاة خلفه والأصل في هذا قول الله عز وجل: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) (الحجرات:10) وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : (المسلمُ أخو المسلمِ لا يظلِمُه ولا يُسلِمُه)([1]). وقوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه: “مَن صَلَّى صَلَاتَنَا واسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا فَذلكَ المُسْلِمُ الذي له ذِمَّةُ اللَّهِ وذِمَّةُ رَسولِهِ، فلا تُخْفِرُوا اللَّهَ في ذِمَّتِهِ”([2]).
قلت: والبحث في مسألة المذاهب ومن هو الأولى منها لا يحقق للمسلم غاية بل يذهب به إلى التعصب والخلاف وكل ذلك مما يبغضه الله ورسوله والشاهد في ذلك قوله جل في علاه: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وأولئك لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)(آل عمران:105).
هذا في عموم المسألة: أما عن سؤال الأخ فالحق أن يصلي المسلم خلف المسلم ما دام أنه يشهد ألا إله الله وأن محمدا رسوله وهو مستور وغير مظهر الفسق أو مشهود به عليه.
والله تعالى أعلم
[1] -أخرجه البخاري (2442)، ومسلم (2580).
[2] -أخرجه البخاري (391)