الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد أما بعد:
فقد أوجب الله الصيام على عباده وجوبا عينيا واستثنى من هذا الوجوب المريض والمسافر في قوله تعالى: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة:184]، والمراد هنا بالمريض الذي كان مرضه مؤقتا ومما يرجى شفاؤه، فهذا يلزمه الصيام بعد الشفاء والعودة من السفر، أما إن كان المرض دائما ومما لا يرجى برؤه فلا حرج عليه في تركه؛ لأن الله عزوجل لم يكلف عباده إلا ما يستطيعونه كما قال عز ذكره: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة:286].
والجواب على السؤال: أنه إذا كان المريض مرضا شديدا لا يستطيع معه الصيام بشهادة طبيب مختص فلا حرج عليه في ترك الصيام، ويطعم مسكينا عن كل يوم من إفطاره، ومقدار الطعام نصف صاع من البر والتمر أو أي نوع آخر من طعام أهل المكان، ويمكن دفع الطعام لعدة مساكين أو مسكين واحد حسبما يتيسر.
والله تعالى أعلم.