سؤال من الأخ” م.ف ” من الجزائر يقول: ما هي حقوق البنت المتزوجة في بيت أبيها هل لها نفس الحقوق التي كانت تستحقها قبل انتقالها إلى بيت زوجها؟

الحقوق التي للبنت بعد زواجها

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد:

فالمفترض بعد زواج البنت أن تكون حقوقها من طعام وشراب وكساء ومسكن على زوجها وقد أمر الله عزوجل الأزواج بإسكان زوجاتهم في قوله جل في علاه:” أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ”(الطلاق:6)وهذا يشمل كل ما تستحقه الزوجة من النفقة مثل مثيلاتها من الزوجات ولهذا تنتهي مسئولية  الأب عن بنته المتزوجة ولكن هناك حقوق لا تنتهي فإذا كان زوجها لا يقدر على الإنفاق عليها وجب على الأب إذا كان قادرا مساعدة ابنته وإن مرضت لا يستطيع زوجها علاجها وجب على الأب القادر علاجها وإذا لم يستطع الزوج تحجيج زوجته وجب إحجاجها فريضة الإسلام إذا كان مستطيعا، ومن الحقوق للبنت إرثها من أبيها حسب الميراث الشرعي وحقها كذلك على أبيها في إسكانها والإنفاق عليها إذا طلقت أو فقدت زوجها.

فحقوق البنت على أبيها حقوق شرعية كما ذكر وحقوق خلقية تتمثل في مراعاة ابنته فهي جزء منه وهذه الجزئية توجب عليه رعايتها ومحبتها حيا أم ميتا فهو في حياته مظلة لها وبعد مماته لها حق الإرث منه وفي هذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال:” جاءني رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يعودني عام حجة الوداع من وجع اشتد بي ، فقلت : يا رسول الله ! قد بلغ بي من الوجع ما ترى، وأنا ذو مال ، ولا يرثني إلا ابنة لي ، أفأتصدق بثلثي مالي ؟ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : لا ، فقلت : فالشطر ؟ قال : لا ، ثم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : الثلث والثلث كثير ، إنك إن تذر ورثتك أغنياء ، خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس”([1]).

هذا هو ما يجب للبنت على أبيها مدار السؤال.

والله تعالى أعلم.

[1] أخرجه البخاري(5668).