صلاة الجماعة واجبة على المكلف وجوب عين. والأصل في ذلك كتاب الله وسنة رسوله محمد ﷺ.
أما الكتاب: فقول الله تعالى: {وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِين}([1]). وقوله عز وجل: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَال}([2]).{رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَار}([3]).
وأما السنة: فقول رسول الله ﷺ: (لقد هممت أن آمر رجلًا فيصلي بالناس فأنطلق إلى أناس لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم)([4]).
وقد ذكر الترمذي: (أنّه روي عن غير واحد من أصحاب النبي ﷺ أنّهم قالوا: من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له). ثم قال: (قال بعض أهل العلم:.. ولا رخصة لأحد في ترك الجماعة إلا من عذر)([5]). ولما جاءه ابن أم مكتوم وهو رجل أعمى يسأله الرخصة أن يصلي في بيته قائلًا: يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلى المسجد رخص له، فلما ولَّى دعاه قال: (هل تسمع النداء بالصلاة؟) قال: نعم، قال: (فأجب)([6]).
قلت: وأخشى على من لم يشهد صلاة الجماعة دون عذر أن يكون من الفاسقين، وقد قال الإمام ابن حزم ببطلان صلاته مالم يكن له عذر([7]). فوجب على المكلف أن يشهد صلاة الجماعة لما فيها من الأجر العظيم والاستجابة لنداء الله.
([4]) أخرجه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب فضل صلاة الجماعة وبيان التشديد في التخلف عنها، صحيح مسلم مع شرحه إكمال إكمال المعلم، ج2 ص588، برقم (651).
([5]) سنن الترمذي، ج1 ص423، صححه الألباني في صحيح الترغيب، (٤٢٦).
([6]) أخرجه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب ما يجب إتيان المسجد عي من سمع النداء، صحيح مسلم مع شرحه إكمال إكمال المعلم، ج2 ص590-591، برقم (653).