سؤال من الأخ م… سيفي من الجزائر يقول فيه: وردت صيغ كثيرة للتشهد في الصلاة، فهل من السنة أن نقرأ بصيغة مرة وبصيغة أخرى مرة ثانية، أو نقرأ بصيغة واحدة؟.

هل من السنة أن نقرأ التشهد بصيغة مرة وبصيغة أخرى مرة ثانية، أو نقرأ بصيغة واحدة

الجواب: وردت أحاديث مختلفة عن التشهد، منها قول عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي ﷺ كان يعلمنا التشهد كما يعلمنا القرآن، وكان يقول: (التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد ألا إلَه إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله)([1]).

وفي رواية عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قوله: كنا إذا جلسنا مع رسول الله ﷺ في الصلاة قلنا: السلام على الله قبل عباده، السلام على فلان وفلان، فقال رسول الله ﷺ: (لا تقولوا السلام على الله فإن الله هو السلام، ولكن إذا جلس أحدكم فليقل: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي، ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد ألا إلَه إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ثم ليتخيّر أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فيدعو به)([2]).

وعند جمع من العلماء منهم الخطابي والترمذي ومسلم وابن عبدالبر وغيرهم أن الناس أجمعوا على صحة تشهد ابن مسعود([3]).

قلت: ومع القول بصحة التشهد، كما رواها ابن عباس -رضي الله عنهما- إلا أن من المستحب أن يقرأ المصلي صيغة واحدة، هي صيغة التشهد الذي ذكره ابن مسعود، للإجماع عليها.

والأفضل أن يقتصر المصلي عليها فإن أطال الإمام الجلوس، فلا بأس من الصلاة على النبي ﷺ بقوله: (اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد)([4]).

 

([1]) أخرجه مسلم في كتاب الصلاة، باب التشهد في الصلاة، صحيح مسلم مع شرحه إكمال إكمال المعلم، ج2 ص283، برقم (403).

([2]) أخرجه البخاري، (٨٣٥)، أخرجه مسلم (٤٠٢).

([3]) أخرجه مسلم في كتاب الصلاة، باب التشهد في الصلاة، صحيح مسلم مع شرحه إكمال إكمال المعلم، ج2 ص279-282، برقم (402)، وأخرجه الترمذي في أبواب الصلاة، باب ما جاء في التشهد، سنن الترمذي، ج2 ص81-82، برقم (289).

([4]) المغني لابن قدامة، ج2 ص228.