الوتر سنة مؤكدة، وقد رغب فيه رسول الله ﷺ وكان يفعله، وفي ذلك روت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنه -عليه الصلاة والسلام- كان يصلي من الليل تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة، فيذكر الله ويحمده ويدعوه، ثم ينهض ولا يسلم ثم يصلي التاسعة، ثم يقعد ويتشهد ثم يسلم تسليمًا يسمعنا، ثم يصلي ركعتين بعدما يسلم وهو قاعد، فتلك إحدى عشرة ركعة، فلما أسنَّ رسول الله ﷺ وأخذه اللحم أوتر بسبع، وصنع في الركعتين مثل صنيعه في الأول([1]).
وفي لفظ آخر لها -رضي الله عنها-: أن رسول الله ﷺ كان لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثًا([2]).
ويجوز الوتر بما يقدر عليه المصلي ولو بواحدة. أما القنوت فيه فهو أيضًا سنة، وقد علم رسول الله ﷺ الحسن بن علي مايقول فيه وهو: (اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن تولت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت)([3]). وله أن يدعو بعد ذلك بما يشاء بما فيه سؤال الله خير الدنيا والآخرة.
([1]) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب في صلاة الليل، سنن أبي داود، ج2 ص40-41، برقم (1342)، صححه الألباني في صحيح أبي داود، (١٣٤٣).
([2]) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب في صلاة الليل، سنن أبي داود، ج2 ص40، برقم (1341)، صححه الألباني في صحيح أبي داود، (١٣٤1).
([3]) أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة، باب في صلاة الليل، سنن أبي داود، ج2 ص63، برقم (1425)، صححه الألباني في أصل صفة الصلاة، (٣/٩٧٥).