الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، أما بعد،،
فالاضطراب النفسي مما عمت به البلوى في هذا الزمان، فمخاطر الحياة ومصاعبها أجبرت الإنسان على قسر نفسه للتعايش مع المادية بما فيها من الضعف والخوف، والشخص في السؤال ربما يكون ممن ابتلي بهذه الاضطراب، فإذا كان هذا الاضطراب يُنْسِيهِ ما يجب عليه في الطهارة أو الصلاة أو أي نوع من أنواع العبادة فلا حرج عليه ويسقط عنه ما يجب عليه، هذا إذا كان غيرَ مدرك لما يفعل، مَثَلُهُ في ذلك مَثَلُ المجنون الذي رُفِعَ عنه القلم؛ لقول رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فيما روته عائشة-رضي الله عنها-: «رُفِعَ القَلَمُ عن ثلاثٍ: عن النَّائِمِ حتى يَستيقِظَ، وعن الصَّغيرِ حتى يَكبَرَ، وعن المجنونِ حتى يَعقِلَ أو يُفيقَ»([1])، أما إذا كان مُشَتَّتَ الذهن، ولم يصل بعدُ إلى فقد الإدراك التامِّ، فإن كان حولَه أحد من أهله فيُذَكِّرُهُ، وإن لم يكن حوله أحد فيصلي كلما يتذكر، والله-عز وجل-يعلم أحوال عبده، فيجازيه عليها. والله-تعالى-أعلم.
[1] أخرجه أبو داود (4398)، والنسائي (3432)، واللفظ له، وابن ماجه (2041)، وأحمد (24738)، صححه الألباني في صحيح ابن ماجه، (١٦٧٣).