سؤال من الأخ مروان .. يقول: لي أخ خلوق وطيب ولكنه لا يصلي أبدًا، بم تنصحنا لكي نرغبه في الصلاة؟

طريقة النصيحة لمن هو صاحب خلق ولكنه تارك للصلاة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

فإن ترك الصلاة له حالتان، فإن كان عمدًا بمعنى أن العبد يعلم فرض الصلاة، ولكنه يتعمد تركها فهذا كفر -والعياذ بالله-، وقد أجمعت الأمة عليه؛ لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-(العهدُ الذي بينَنا وبينَهم الصلاةُ ، فَمَنْ تَرَكَها فَقَدْ كَفَرَ)([1]) وفي هذه الحال يجب على من ترك الصلاة أن يتوب إلى الله ويستغفره، وينيب إليه، والله يقبل التوبة من عباده بشروطها، وهي: الإقلاع عن الفعل والندم عليه، وعدم العودة إليه، وفي هذا قال -عز وجل-: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)(الشورى:25)، وأما إن كان تركه للصلاة تهاونًا فهنالك من يرى هذا كفرًا، وهناك من يراه كفرًا دون كفر، والأصل في هذا قول الله -عز وجل-:( فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)(الماعون:4-5) والويل هنا العذاب الشديد وقيل وادٍ في جهنم.

والنصيحة للمذكور في السؤال أن يتوب إلى الله، فالصلاة عمود الإسلام، لأنها صلة بين العبد وربه، والصلة تقتضي الطاعة للموصول، وهو الله -عز وجل-، وعلى أخي المذكور وأصحابه وأصدقائه أن يبينوا له محاسن الصلاة، ومساوئ تركها وعقوبته ، وأن يكون ذلك بالموعظة والمجادلة الحسنة، فهذا من التعاون على البر والتقوى، كما قال الله -عز وجل-: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)(المائدة:2).

[1] صحيح سنن ابن ماجة للألباني رقمه(981).