الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فإن ترك الصلاة له حالتان، فإن كان عمدًا بمعنى أن العبد يعلم فرض الصلاة، ولكنه يتعمد تركها فهذا كفر -والعياذ بالله-، وقد أجمعت الأمة عليه؛ لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-(العهدُ الذي بينَنا وبينَهم الصلاةُ ، فَمَنْ تَرَكَها فَقَدْ كَفَرَ)([1]) وفي هذه الحال يجب على من ترك الصلاة أن يتوب إلى الله ويستغفره، وينيب إليه، والله يقبل التوبة من عباده بشروطها، وهي: الإقلاع عن الفعل والندم عليه، وعدم العودة إليه، وفي هذا قال -عز وجل-: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)(الشورى:25)، وأما إن كان تركه للصلاة تهاونًا فهنالك من يرى هذا كفرًا، وهناك من يراه كفرًا دون كفر، والأصل في هذا قول الله -عز وجل-:( فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)(الماعون:4-5) والويل هنا العذاب الشديد وقيل وادٍ في جهنم.
والنصيحة للمذكور في السؤال أن يتوب إلى الله، فالصلاة عمود الإسلام، لأنها صلة بين العبد وربه، والصلة تقتضي الطاعة للموصول، وهو الله -عز وجل-، وعلى أخي المذكور وأصحابه وأصدقائه أن يبينوا له محاسن الصلاة، ومساوئ تركها وعقوبته ، وأن يكون ذلك بالموعظة والمجادلة الحسنة، فهذا من التعاون على البر والتقوى، كما قال الله -عز وجل-: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)(المائدة:2).
[1] صحيح سنن ابن ماجة للألباني رقمه(981).