الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد :
فالأصل أن يكون الإمام في الصلاة من المستقيمين على طاعة الله، المجتنبين لمعصيته؛ لأن فضل الإمامة عظيم ومسؤوليتها عظيمة، فلا يتقلدها إلا من كان من أهل التقوى، وقد درج السلف والخلف على الصلاة خلف من كانت هذه صفته، فكانوا يصلون خلف من كان أقدم في القراءة ومن كان أقدم في العلم؛ لأن الصلاة من أعظم أركان الإسلام فلا يقوم عليها إلا من له من الصفات ما يؤهله لهذه المنزلة .
هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخ فالأصل فيه ما ذهب إليه العلماء أن كل من صحت صلاته لنفسه صحت صلاته لغيره، ومع ذلك تكره الصلاة خلف الفاسق المبتدع، والشاهد فيه (أن رجلًا أمّ قومًا فبصق في القبلة ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينظر، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين فرغ: لا يصلي لكم، فأراد بعد ذلك أن يصلي بهم فمنعوه، وأخبروه بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكر ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: نعم، وحسبتَ أنه قال: إنك آذيتَ الله ورسوله([1]).
فالصلاة تصح خلف من يرتكب شيئًا من المعاصي، ومن ذلك الذي يدخن، أو يزيل شعر لحيته، أو يفعل المنكرات، أو يسبل إزاره، ويرتكب شيئًا من المعاصي أو العادات غير المألوفة. المهم أن يكون مسلمًا وعقيدته سليمة، ومع كل ذلك فالأفضل الصلاة خلف من يشهد الناس له بالصلاح والتقوى .
فالحاصل أن الصلاة تصح خلف المدخن جوابًا عن السؤال.
والله -تعالى- أعلم .
[1] – أخرجه أبو داود برقم : (481).