الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وأما بعد:
فزكاة الفطر: ما يخرجه المسلم في نهاية شهر رمضان عنه، وعمّن يعول. ومنافع هذه الزكاة كثيرة فيما يخص المزكي نفسه، فيما يبذله من صدقة يبتغي بها وجه الله، وكذلك منافعها كثيرة، فيما مناطه التكافل بين العباد، ومواساة الفقراء وإغنائهم، وقال نفر من أصحاب الإمام مالك: إنها سنة، وقيل إنها نُسخت بنزول آية الزكاة، والصحيح عند جمهور العلماء أنها فرض عين على كل مسلم، ذكر أو أنثى، صغير أو كبير، فهي طهارة للصائم، وشكر لله على نعمه في نهاية شهر رمضان.
هذا في عموم المسألة، أما عن سؤال الأخ فهي فرض على الغني والفقير، والذكر والأنثى، والصغير والكبير، فإن كان الفقير لا يجد (صاعًا) من بر أو أرز، أو نحو ذلك من الطعام لشدة فقره فلا تجب عليه؛ لأن الله -عز وجل- لم يكلف عباده ما لا يقدرون عليه؛ لقوله -عز ذكره-: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}، [البقرة:286]، وقوله -تقدس اسمه-: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}، [التغابن:16]. أما إن كان يجد هذا القدر من الطعام فتجب عليه؛ لما في إخراجها من الأجر والثواب.
والله -تعالى- أعلم.