الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن تطويل الشعر كان مألوفًا، وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يعفي شعر رأسه ، ففي حديث البراء بن عازب- رضي الله عنه- قال:” ما رأيتُ من ذي لمَّةٍ في حلَّةٍ حمراءَ أحسنَ من رسولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – لَهُ شعرٌ يضربُ منْكبيْهِ، بعيدُ ما بينَ المنْكِبينِ، لم يَكن بالقصيرِ ولا بالطَّويلِ”([1])،وعلى هذا يعد التطويل جائزًا إن كان لا يقصد منه التشبه بالنساء والفتنة بهم، أما إن كان القصد منه التشبه بالنساء، كما قد يحدث في هذا الزمان الذي كثر فيه تشبه بعض الشباب بالنساء فهذا التشبه محرم؛ لحديث أبي هريرة- رضي الله عنه-: ( لعَنَ رسولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – مُخَنَّثي الرِّجالِ الَّذين يتَشبَّهون بالنِّساءِ، والمُتَرجِّلاتِ مِن النِّساءِ، المُتَشبِّهات بالرِّجالِ)([2])، وقوله- عليه الصلاة والسلام-:(من تشبه بقوم فهو منهم)([3]).
والحاصل أنه يجوز تطويل الشعر للرجال، إذا كان لا يقصد منه التشبه بالنساء، أما إذا كان قصد منه التشبه فلا يجوز.
والله-تعالى- أعلم.
[1] أخرجه البخاري (3551)، ومسلم (2337).
[2] أخرجه أبو داود (4098)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (9253) بنحوه مختصرًا، وابن ماجه (1903) مختصرًا باختلاف يسير، وأحمد (7891) واللفظ له.
[3] أخرجه أبو داود (4031) واللفظ له، وأحمد (5114).